الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
تغطية - متعب أبوظهير - علي الحضان: تصوير: يحيى الفيفي
اختتمت مؤخرا فعاليات مجالس عشر ذي الحجة بجامع الأمير فيصل بن
فهد بمؤسسة الدعوة الخيرية برعاية "الرياض" إعلامياً بمحاضرة لسماحة المفتي العام
للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بعنوان: "فضل عشر ذي
الحجة" حيث أوضح بأن حياة المؤمن حياة سعادة وتدبر وتأمل وتعبد يعلم انها مقدرة
بزمن وان هذه الدنيا لا يستفيد العبد منها إلا العمل الصالح مبيناً ان حياة المؤمن
تختلف عن حياة غيره الذي حياته تكون لهواً ولعباً وغفلة وان حياة المؤمن حياة خير
كلما مر من يوم فإنه يحاسب نفسه على قدر استطاعته عسى ان تكون تلك المحاسبة سببا
للاستقامة على الحق والثبات. وزاد فضيلته أيها المسلم بعد أيام ننتظر قدوم شهر ذي
الحجة والعشر الأوائل منه أي عشر ذي الحجة التي هي أيام فاضلة ومباركة ولها فضلها
ومكانتها قال الله تعالى {ويذكر اسم الله في أيام معدودات على ما رزقه من بهيمة
الأنعام} فهي أيام معلومات شرعت ليذكر اسم الله فيها ويضاعف من التكبير والتهليل
والتسبيح والتحميد فيها لأن الله فضلها وجعلها موسم خير وتنافس في الأعمال الصالحة.
وزاد ان فيها إشعار البدن والهدايا لبيت الله فيها ذبح الاضاحي وثلاثة أيام عظيمة
يوم التروية الثامن من ذي الحجة ويوم عرفة التاسع من ذي الحجة ويوم النحر يوم الحج
الأكبر. هذه العشر اجتمعت فيها أمهات العبادة الصلاة والصوم والحج والصدقة فيشرع
فيها صومها ويشرع ذكر الله ويشرع فيها الصدقة مستدلاً بحديث النبي صلى الله عليه
وسلم "ما من أيام العمل الصالح فيه أحب إلى الله من هذه العشر قالوا ولا الجهاد في
سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك
بشيء".
وقال في محاضرته كان السلف الصالح إذا هل هلال ذي الحجة سمعت ضجيجا بالتكبير
والتهليل الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
في هذه الأيام كان الصحابة يخرجون ويكبر لهم أبوهريرة رضي الله عنه وابن عمر
فيكبرون بتكبيرهما. وأضاف سماحة المفتي ان صيام العشر مستحب والمنكرون لصومها بدعوى
أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صامها إنكار في غير محله لأن سنة رسول الله أما أن
يقول قولاً أو يعمل عملاً فالسنّة إذا قال أو عمل أو أقر غيره على شيء دل على
شرعيته كما ان السلف رضوان الله عليهم كانوا يصومونها وما أنكر ذلك أحد منهم إلا من
شذ ممن شكك في صيامها وهذا خطأ لا ينظر إليه وقال ان الأضحية سنّة سنها رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقوله وبعمله وكان المصطفى يعظم هذه الشعيرة ويذبح أضحيته بيده
في مصلى العيد وواضب على الأضحية مع كونها صدقة لكن جانب التعبد فيها ظاهر.
قال جل جلاله: {فصل لربك وانحر} فأمره الله ان يشكر الله بالصلاة والنحر له فكان
كثير الصلاة كثير النحر حيث ضحى في المدينة بكبشين وأهدى يوم حجة الوداع مائة من
الإبل ذبح بيده الشريفة (63) وأمر علي رضي الله عنه بذبح (37) فالصلاة والنحر
عبادتان خالصتان لله وأوضح بأن الهدف ليس الذبح وإنما الأسمى هو التقرب لله عز وجل.
وأضاف أن هذه الشعيرة لا يجوز أن يبعثوا بها لمن يذبحها خارج بلادهم لأنها قد لا
تذبح ولابد من ذبحها بعد الصلاة وانه على المسلم إذا هل هلال ذي الحجة وفي نيته ان
يضحي أن يترك شعوره وأظافره حتى يضحي. حاثاً المسلمين في هذه العشر بالحج والذي لا
يحج يكثر من الصلاة والصوم وليعمل الخير ويكثر التضرع لله وصيام يوم عرفة لأن صيامه
يكفر الله به عاما مضى وعاما مقبلا.