السفر الى الله
الحج من العبادات المهمة التي يتقرب بها الانسان الى خالقه ويصل الى
ساحة قدسه إذ أن السفر الى الحج هو سفر الى الله تعالى للوقوف بين يدي عظمته
والدخول في ضيافته في بيته الذي جعله باباًُ لرحمته فمن دخله كان من الآمنين
والكعبة المشرفة كانت ولا زالت منذ زمن إبراهيم(ع) محطاً لانظار الموحدين يتهافت
عليها الملايين من الناس من كل بقاع الارض في كل عام متحملين مشاق السفر في رحلة
قدسية فيجتمعون بأرض الوحي والنبوة لتلبية نداء الحق سبحانه وامتثالاً لامره تعالى,
ويكفي الكعبة شرفاً انها قبلة للمسلمين وهي البيت الذي نسبه الله تعالى الى نفسه
واكرمه وشرفه بهذه النسبة وهو أول بيت وضع للناس فيه البركة والامن كما في قوله
تعالى(اذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى
ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) وسئل الامام
الصادق(ع) عن الآيات البينات في قوله تعالى( ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة
مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان امناً) فأجاب
(مقام ابراهيم(ع), والحجر الاسود ومنزل اسماعيل(ع)) ويقول أمير المؤمنين(ع) عن هذا
البيت المبارك (انه أول بيت وضع للناس مباركاً فيه هدى ورحمة والبركة)، وعن الامام
الصادق(ع) (ان الله عز وجل اختار من كل شيء شيئاً واختار من الارض مكة واختار من
مكة المسجد واختار من المسجد الموضع الذي في الكعبة)، وعنه(ع) ايضا انه قال (ما خلق
الله تبارك وتعالى بقعة في الارض احب اليه منها ولا اكرم على الله عز وجل منها لها
حرم الله الاشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات والارض) وعنه(ع) (أيضاً النظر الى
الكعبة عبادة)، وعن رسول الله (ص) انه قال (النظر الى الكعبة حباً لها يهدم الخطايا
هدما) وعن الصادق (ع) انه قال (اذا خرجتم حجاجا الى بيت الله فاكثروا النظر الى بيت
الله فان لله مئة وعشرين رحمة عند بيته الحرام ستون للطائفين, واربعون للمصلين,
وعشرون للناظرين).